بلير يدافع عن غزو بغداد ويحرِّض على طهران

بلير يدافع عن غزو بغداد ويحرِّض على طهران
دافع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وعلى مدار ست ساعات، عن قرار مشاركته الولايات المتحدة في غزو العراق، ونفى، أمام لجنة التحقيق البريطانية المخصصة لهذه الغاية، أن يكون قد أبرم اتفاقاً سرياً مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وخلال الاستجواب من جانب اللجنة التي تضم خمسة أفراد لم يبد بلير (56 عاما) ندما على الموقف الذي اتخذه مع الرئيس الامريكي في ذلك الحين .
وأكد أن دافعه للمشاركة كان خرق النظام العراقي السابق لقرارات الأمم المتحدة وليس تغييره . وواصل بلير التحريض ضد إيران على خلفية برنامجها النووي، قائلاً إن الخطر الذي تشكله طهران في 2010 أكبر من الخطر الذي شكّله العراق عام 2003 . وذكر بلير أن الخطورة التي تشكلها إيران تنبع من احتمال سقوط أسلحة دمار شامل في أيدي من سماهم المتطرفين . وقال "من وجهة نظري، التي قد لا يشاركني فيها آخرون، ينبغي على قادة اليوم أن يتخذوا موقفا وهو عدم ترك أي مجال للمجازفة في هذه المسألة" . وادعى أن هذه المخاوف أصبحت أقوى اليوم بسبب علاقة إيران مع من وصفهم ب "مجموعات إرهابية"، وقال ان "جزءاً كبيراً من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط حاليا يأتي من إيران" .
وتظاهر المئات من المناهضين للحرب خارج قاعة لجنة التحقيق في وسط لندن، احتجاجا على مشاركة بريطانيا في ذلك الغزو، وطالبوا بمحاكمة بلير بتهمة ارتكاب "جرائم حرب"، وانضمت بعض أسر 179 جنديا بريطانيا قتلوا في العراق لمتظاهرين خارج المبنى الذي يجري به التحقيق أمام البرلمان. ومنعهم الوجود الكثيف للشرطة من التقدم.
وقال اندرو موراي رئيس (ائتلاف اوقفوا الحرب) "السؤال الحقيقي الذي يحتاج توني بلير للاجابة عليه في النهاية سيكون في لاهاي وأمام محكمة لجرائم حرب.
واعتبر الكثير من العراقيين أن استجوابه جاء خطوة متأخرة لا طائل منها بالنسبة لبلادهم التي تمزقت جراء الاحتلال والفتن الداخلية .
واضعفت الحرب التأييد لبلير وحزب العمال. وبعد سبعة أعوام من الغزو ونحو ثلاثة أعوام من تسليم بلير رئاسة الوزراء لجوردون براون ما زالت القضية تثير غضبا شعبيا شديدا.
ويقول معلقون ان التحقيق يمكن أن يضر الحزب قبل الانتخابات المقررة بحلول يونيو حزيران في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي الى أن حزب العمال يأتي متأخرا في السباق بعد 13 عاما في السلطة.